واقع المهمشين في حضرموت – وكيف يمكن إعادة دمجهم في المجتمع


مازال أفراد فئة المهشمين في وقتنا الحاضر يمثلون تحدياً مزدوجاً للمجتمع  في حضرموت، فالتهميش الواقع هو تهميش من الطرفين، طرف الفئات ذاتها من خلال استمرارها في عزل نفسها عن المجتمع الحضرمي من خلال حرصها على  المحافظة على سلوكياتها وثقافتها التي لا يقبلها المجتمع في حضرموت، وكذلك المجتمع يمارس عزل لنفسه عن هذه  الفئات، فهو لا يقوم بالمبادرة لمساعدتها تغيير ثقافتها وسلوكياتها بالحد العام المشترك والمقبول. 
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتدت آثار تواجد مثل هذه الفئات خارج سياق المجتمع والدولة لإشكاليات أمنية واجتماعية وثقافية، لذلك بادرت بعض المنظمات المجتمعية لمحاولات حثيثة للقيام بمحاولات لإدماج هذه الفئات في المجتمع من خلال جملة من الممارسات التي تسعى لتحقيق ذلك.
وفي هذا الإطار جاءت هذه الورقة كجزء من مبادرات منظمات المجتمع المدني في التعرف أكثر على طبيعة الإشكالية، وأبعادها وآثارها، وتوصلت الورقة إلى أنه يتعين لمعالجة المشكلة العمل على مسارين: الأول: عاجل ويتضمن مبادرات تحفيزية لإصدار بطاقة الهوية والالتحاق بالتعليم وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية الأخرى. والثاني:  استراتيجي ويتضمن إدماج اجتماعي بعيد المدى عبر السكن ومصادر الدخل. 
كتبت هذا الورقة كمخرج  لبرنامج زمالة السياسات في اليمن ضمن مشروع "قادة للتنمية" الذي تنفذه مؤسسة رنين!اليمن بدعم من مجموعة القانون الدولي والسياسات العامة (PILPG).